Welcome to my blog, hope you enjoy reading
RSS

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

أبتسم يا حمار

أبتســــــــــم يا حــــــــمــــــــــار




على ضفاف الكورنيش شاهدت سيدة تسحب ابنها من أذنه حتى تكاد تقطعها وتقول له وهو يهطل دموعا: قف ولا تتحرك حتى انتهي من تصويرك. الطفل لم يذعن لطلبها، كان يضع يديه على وجهه. اضطرت أمه للاستعانة بزوجها. جاء يهرع من الخلف حاملا يده الضخمة التي تشبه المطرقة. صفعه بها بقوة حتى أخمد بكاءه وأشعل ألمنااسترجعت هذا الموقف

عندما شاهدت أبا يأمر أبناءه بالابتسام أمام أحد الفنادق لالتقاط صورة جماعية لهم. وقد كانت المفاجأة عندما قال لأحد الصغار وهو يهم بضغط زر الكاميرا:
ابتســــــــم يا حـــــــــمـــــــــــار


أي صورة تلك التي سنحظى بها وسنودعها ألبومنا وذاكرتنا. أي ابتسامة هذه التي ستولد من رحم القمع والشتائممن المخجل حقا أن يصورنا آباؤنا عنوة. أن يطعمونا عنوة. أن يدخلونا إلى مدارسنا عنوةإن نتائج هذا التعسف مؤسفة. مؤسفة جدا. سننبت متجهمين، غير مقبلين على الحياة والمستقبل.


ستكون صورنا متشابهة. نرتدي ملابس مثل بعضها. نرتاد مدارس واحدةلاشك أنه من الضروري أن نتعلم وندخل المدارس. ولن نستطيع أن نبقى على قيد الحياة دون أن نأكل ونشرب. كما أنه من المستحيل أن نعيش في هذا العصر بلا صورلكن سيكون من الأجمل أن ننمي حب المدرسة في نفوس أطفالنا مبكرا.


أن نمنحهم حق اختيار طعامهم بانضباط. أن نجعلهم يتفاعلون مع الكاميرا مبكرابعد ذلك سنلمس الفرق. سنجدهم يسحبوننا من ثيابنا لنصورهم. سيلحون علينا لإعداد أطباقهم المفضلة. سيشركوننا في رسوماتهم وفروضهم الدراسية. سيتباهون أمامنا بخيلاء بالنجوم التي تلمع في دفاترهمعلينا أن نجعلهم يختارون ويقررون.يبتسمون بعفوية دون افتعال. وندعهم يكشفون عن مواهبهم واختياراتهم أمامنا قبل غيرنا


العلاقة الوطيدة بيننا وبين أطفالنا يجب أن تبدأ مبكرا. مبكرا جدا؛ لتكون صحية ومزدهرة

يرى المعماري الخلاق الأردني راسم بدران أن علاقته الاستثنائية مع ابنه المهندس جمال بدأت منذ أن كان في بطن أمه. يقول راسم في محاضرته في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، التي حضرها مئات المهندسين والمهندسات الشباب الذين يعشقون أسلوبه المعماري الفريد: كنت أضع له موسيقى موزارت بإسراف وهو جنين في أحشاء أمه ويؤمن راسم أن الألحان التي التقطها جمال وهو يتكون في داخل أمه ساهمت في تعلق ابنه بالموسيقى، وجعلته أصغر عازف في الأردن قبل أن يكمل سبع سنوات.


ويرتبط جمال بعلاقة خاصة مع أبيه أسفرت عن مشاريع هندسية وفنية مشتركة ومبهرة

إذا أردنا أن يعشق أبناؤنا القراءة فمن الأحرى أن ندعهم يطالعوننا ونحن نلتهم الكتب بشراهة. الواحد تلو الآخر دون هوادة. أن نملأ رفوف مكتباتنا بكتب مختلفة ومتنوعة. أن نهنئهم عندما يقرأون صفحة، ونكافئهم عندما يفرغون من كتاب. ستكون النتيجة مذهلة.يعتقد الكوميدي والمؤلف الإنجليزي ليز داوسون، أن ولع ابنته بالروايات جاء بفضل الكتب التي غرسها في منزله. يقول: هناك من يزرع وروداً في أرجاء بيته. أنا زرعت كتبا. قطفها أبنائيوبدورنا علينا أن نزرع البسمة في منازلنا. ولا ندعو الحمير والثيران والأبقار لارتيادها؛ لأنها بساتين وليست حظائر


من مجموعه دكتور طارق فاروق


ملحوظه : اذا اردنا أيضا ان نجعل ابنائنا من حفظه كتابه الكريم علينا بالبدء مبكرا وهم أجنة

6 comments:

غير معرف يقول...

اختى الكريمه
جزاكم الله خيرا على الموضوع الرائع
قبل ان اعلق لى فقط ملاحظه على مصطلح المهندس الخلاق فانا اتحفظ على المصطلح

طبعا اولادنا لازم نبعد عنهم القهر
لازم نطلعهم أحرار
نعرفهم الصح والغلط ايوة
لكن بطريقه مشجعه وجميله
وقبل ما نعلمهم حاجه الافضل انهم يشوفونا بنعملها
يعنى مثلا لو عايزين نعلمهم الصلاه
نصلى قدامهم وبعد شويه اللى يصلى مثلا نجيب له حاجه بيحبها
كمان الصدق والكذب
ميجيش الاب يقول لابنه رد على التلفون وقل للمتصل انا مش هنا
ازاى اعلم الطفل الكذب حتى ولو مش قاصد يعلمه كده

لو قعدنا نقهرهم على اكل معين او لبس معين
الطفل من جواه ممكن يكره الحاجه دي ويجي له عقده منها
كمان ممكن يتجاوب ويعمل اللى عايزينه بس ممكن فى الحاله دي ندفن جواه حريه التفكير والابتكار
نعطيهم الفرصه يتحركوا ونراقبهم
طبعا لازم يكون فيه حزم فى بعض الاحيان
لكن حزم بحساب مش قهر يعنى

اسف للاطاله وشكرا مره تانيه على الموضوع الجميل ده
وطبعا الشكر موصول للدكتور طارق فاروق على مجموعته

روح طفلة يقول...

م/محمود فوزى

جزاكم الله خيرا على التعليق الى زود من قيمة الموضوع
وعند حضرتك حق فعلا لازم الاطفال يلاقوا فى الاباء القدوة الحسنه الى تغرس فيهم القيم والمبادئ
ولازم كمان الاباء يكون عندهم نوع من المرونه لتقبل الافكار الجديده الى بيطرحها الابناء علشان ما يقتلوش عندهم روح الابداع

اما بالنسبه لملاحظه حضرتك فهى ملاحظه تحترم ولكنى لم أريد ان اعدل على الكتابه او اسلوبها حفاظا على حقوق كاتبها وحقوق المجموعة
وشكرا مرة ثانية

سارة درويش يقول...

اول مرة اشوف حد بيصور حد بالعافية بجد ما كنتش متخيل القهر وصل للدرجة دي .. ربنا يرحمنا
بالنسبة لموضوع التواصل مع الطفل وهو لسة جنين دا فبجد عاجبني اوي وقريت عنه اكتر من مرة ..
مشتاقة جداً اني اكون ام علشان اعمل كده واحبب ابني في القرآن وفي زوجي ان شاء الله وفي الأدب والشعر وكل حاجة في الدنيا

تأثير الفراشة يقول...

يا خبر ، بجد و انا باتخيل الاب و الام و هم بيصورا أولادهم بالطريقة دى ، تضايقت جدا ، لا حول و لا قوة إلا بالله

و بجد الكلام اللى ذكرتيه فى محله تماما و الأمثلة التى ذكرتيها رائعة ربنا يكرمك

و فعلا إحنا عندنا أزمة رهيييييبة فى التربية ، و هى من اهتماماتى الاساسية فى التنميةالبشرية

نتمنى صلاح الحال بإذن الله ، و سلم إيديكى على البوست الرائع ده، ربنا يكرمك

جزاك الله خيرا

روح طفلة يقول...

سمو الاميرة سارة..

لا فيه ماتستغربش وفيه اكتر من كده كمان بدليل ان الاب والام بيختاروا لاولادهم هدومهم والوانها وساعات بيصل الامر انه بيختارلهم مدارسهم فى مراحل سنيه متقدمه يعنى ممكن جدا الولاد يكون ليهم راى مخالف لكن طبعا الولاد دول مايعرفوش مصلحتهم والاباء هما الى بيعرفوا كل حاجه !!!!
ربنا يكرمك يا قمر يارب بالزوج الصالح وتربى اولادك تربيه حسنه وتكونى قدوه ومثل اعلى ليهم
نورتى مدونتى يا سمو الاميرة ده كرم فظيع من سعادتك ههههههههه

روح طفلة يقول...

تأثير الفراشة...
شو اخباراتك ولا يارب تكونى بخير وسعادة

انا برضوا مقتنعه من زمان جدا ان عندنا ازمه فظيعه فى التربيه وربنا يكرمك فعلا انك مركزه اهتمامتك فى التنميه البشريه على الجزئيه دى
لان بجد مالناش حل فى صلاح حال البلد دى غير بصلاح الجيل الجديد
نورتينى يا فراشتى العزيزة

إرسال تعليق